منى نشأت تكتب.. «أول كذبة»
أنا حوا"بحركة دلال تجيدها الأنثى أزاحت عن وجهها خصلات شعرها والقت به للخلف، إبعاد باعتزاز، ومالت برأسها تسأل العريس المتقدم لخطبتها: ما الذى جذبك إلى.. هل تحبنى؟، وجاءت إجابته سريعة: لا أحبك.. عرفت أن مرتبك كبير وأحتاج نقودك.
فى العمل سألها رئيسها هل تستمتعين بالعمل معى وتأتين الى مكتبك للأداء بشغف؟، وجاء ردها: أبدًا أعد الساعات لأبعد عن وجهك وأغادر المكان، وشغفى الوحيد للمرتب ويوم القبض. على الشاشه صورة زجاجة بها مشروب والاعلان عنه بصوت يصارح، مجرد ماء وسكر ولون صناعى، سيزيد وزنك ويصيبك بمرض السكر، إشربهانه العالم حين يتحدث بالحقائق دون مجاملة أو مواربه، كل ما كان وأكثر صراحة هو أحداث فيلم The" Invention of Lying". تذكرته وكأنى أشاهده فى لحظتى هذه، وقد صرنا نعيش داخل كذبة كبيرة مغموسة فى تحابيش من نفاق محاط بتملق. ولنترك سخافات وسقطات وافرازات حياتنا وشاشتنا وأفلامنا وإعلامنا، وتعال معى للفيلم الذى يحكى من خيال كاتبه كيف كان العالم يعيش الصدق وينطق بالحق مهما كان موجعًا، ومن الذى إبتدع أول كذبة وما الذى دفعه إليها، وماذا جنى من ورائها. "من حظه"بطل الفيلم قبيح المنظر، قليل المال والقدرات وفى احتفالية أقامتها الشركة التى يعمل بها قدمه المدير للضيوف بأنه الموظف الفاشل وتم فصله،صاحب البيت الذى يسكنه المفصول وصله الخبر فطالبه بالايجار ثمنمائة دولار، وحين أخبره انه لا يملك سوى ثلثمائه، نصحه بدفعهم للشاحنة التى ستنقل عفشه من البيت. ذهب البطل للبنك يطلب كامل رصيده، وسألته الموظفة كم رصيدك لأن الكمبيوتر عطلان، وتداعت الصور داخل رأسه، صاحب البيت، العفش فى الشارع، ونطق ثمنمائة دولار، سلمتهم له الموظفة حتى بعد تصليح الجهاز الذى أفاد ان الرصيد ثلثمائة فقط، ولانهم لا يعرفون الكذب صدقته والمخرف هو الجهاز. كانت هذه هى الكذبة الأولى فى العالم، التى حاول البطل شرحها لصديقه ولم يعرف لها إسمًا كل وصفه عنده أنه اكتشف شيئًا جديدًا سهلًا وسريعًا ويحقق نتائج مبهره. المؤلف رأى أن أول ما يستدعى الوقوع فى الكذب، المال، والثانى الذى يلحق به المرأة أو الجنس الٱخر، وللكذبة الثانية اختار أجمل امرأة فى المكان وهمس فى أذنها اخبرونى فى وكالة الفضاء ناسا، انك لابد أن تأتى الى شقتى والا سينتهى العالم الأن، وجرت السيدة ترجوه ان يقيم معها علاقة غير مشروعة حتى لا يموت أولادها بنهاية العالم، ومازال كل ما ينطق به يصدقه بشر صادق، فلم يكتشف أحد الكذب بعد. "يا طيب"اتصل بحبيبته التى رفضته لانه سيورث أولادها منه صفات وراثية لا تناسب جيناتها الجميلة، وطلب منها أن تظل بجانبه كصديقه، وخلال لقاءاتها معه اقتربت منه، اكتشفت الكثير، كان عطوفًا، يسحب النقود للمتسولين ويسلمها لهم، ويواسى الحزين بوعود لن تتم، ثم انه بنى قصرًا كبيرًا ليأخذ امه من دار المسنين اليه، لكنها كانت فى لحظاتها الاخيرة، والطبيب يصارحه أمامها بقى لها دقائق وتموت، وهى ترتعد هلعًا، وتنطق أخاف من ذهابى للعدم. الابن يستحضر كامل طاقته فى الكذب لمواساتها، ليس عدماً يا أمى انها أنهار وحدائق، ستصيرين شابه وتلتقى بكل حبايبك ولك هناك كل ماتشتهى نفسك، مما دفعها للاستسلام للموت راضية وفارقت الحياة بابتسامة. اجتمع أهل البلد وشاشات العالم، نيويورك، لندن، باريس، الميكروفونات امام فم الرجل الكل يسأل عن العالم الٱخر الذى تحدث عنه وهو يكمل لو كانت أعمالك طيبة، ولم تؤذى أحدًا، وقدمت الخير للغير، ستعيش النعيم الأبدى. أعجبت البطلة بأفكاره، عن عالم أخر وبه استسلمت الأم للموت فى سلام، وحظى ريكى جيرفيه ممثل الدور بالزوجه التى أحب، والولد والأسرة. كل هذا توصل اليه الرجل بما ظن انه الكذب، وهى الحقيقة التى يعيشها ويدركها ويوقنها ويؤمن بها المؤمنون. وأيضًا..https://www.facebook.com/anahwa2019