طارق حجٌي يكتب : فى ذكرى رحيل أجمل سمراء : مديحة يسري.
أنا حواقبل أن يصبح إسمُها "مديحة يسري" كانت تُنادي بإسمِها الأصلي (الذى كُتبَ سنة 1919 فى شهادةِ ميلادِها) وهو "هنومة" (هنومة خليل).
فى سنة 1939 أحضرها والدُها للقاهرةِ للدراسةِ فى أحدِ المعاهد الفنية. الكاتب الكبير عباس العقاد (وكان صديقاً لوالدها) إستضافَها فى بيته (13 شارع السلطان سليم المتفرع من ميدان روكسي بضاحيةِ هليوبوليس/مِصْر الجديدة).
ومن اللقاءِ الاول ، هام بها العقادُ حباً و شغفاً.
كانت لم تبلغ العشرين من عمرِها وكان هو قد تجاوز الخمسين.
ومنذ دخلتَ "هنومة" بيتَ الكاتبِ الكبير ، أخذ العقادُ الشاعر لا يكتب إلاّ عن "هني" (Hunny) كما كان يناديها.
ورغم أنها لم تعترف بأنه كان حباً متبادلاً ، فقد رأي تلاميذُ العقاد وروادُ ندوتِه الثقافية كل يوم جمعة ولمدة ثلاثِ سنوات من 1939 الى 1942) ما أكدَ لهم قصة غرام أستاذهم الخمسيني ب هنومة التى تقيم معه والتى تصغره بثلاثين سنة.
وأنا أتفهم سببَ عدمِ رغبةِ هنومة خليل/مديحة يسري فى الحديثِ عن العقاد.
وهذا من حقها.
أما نحن ، فليس لنا إلاّ الشعر الذى كتبه عنها والذى تضمنه ديوانان للعقاد هما :
* أعاصير مغرب.
الذى صدر سنة 1942.
و
* بعد الأعاصير.
الذى صدر سنة 1950.
وكما قلت و كتبت مراراً ، فإن قصائدَ العقاد عن هنومة/مديحة هى أرقُ و أعذبُ شعر العقاد والذى كان قبلها لا يُناسب إلّا المتضلعين فى اللغةِ والشعرِ. وربما يكون السبب (أو من الأسباب) رغبة العقاد أن تفهم هنومة ما يكتبَه عنها. فقد كانت فتاةً متوسطة التعليم.
ومسيرةُ شعرُ العقاد عن هنومة مرت بثلاثِ مراحلٍ :
مرحلة الشغف الأولي.
و مرحلة العشق الطاغي.
و مرحلة الصدمة ونهاية العلاقة والتى واكبت دخول هنومة/مديحة عالم السينيما.
وزمن المراحل الثلاث هو السنوات من 1939 الى 1942.
وبما أن إهداء ديوان أعاصير مغرب هو (أكيد) آخر ما كُتِبَ من مادة الديوان ، فأُفضّلُ البدء به لأنه يصور حالَ علاقة العقاد ب هنومة وقتٍ كتابة الإهداء (فى 1942) :
إيه يا من أوحت الشعر وخانت شاعرَهْ
لك أهديه لوحيك
•••
إيه يا من ليس يوحيه ويمسي ذاكرَهْ
لك أهديه لرعيك
•••
هكذا أبرأ في الحالين من حمد خيانةْ
وأصون العهد ممن رام شعري بصيانةْ
وأداري حيرتي خافيةً أو ظاهرةْ.
ومن شعر شهور السعادة أي الشهور الأولى لحب العقاد لهنومة هذه الأبيات :
تريدين قلبي؟ خـــــــــــــذيه .. خذيه
رويـــــــــدك .. لا .. بل دعيه دعيه
دعيه .. إذا غـــــــــــــبت عني أرى
محيـــــاك فيه .. وحــــــــــــبي فيه
وسر ابوح به خـــــــــــــــــــــــلسة
وإن كنت من قبل .. لم تسمعـــــــيه
أخاف على البعــــــــــــــد أن تلعبي
به يا صبية أو تهمليــــــــــــــــــــه
فكم لعبة وقعـــــــــــــــــت من يديك
وقوعا .. أرى القلب لا يشتهـــــيه؟
إذا مالعــــــــــــــــــــــــبت به ها هنا
فإني لآمن ..أن تكـــــــــــــــــــسريه
تريدين قلبي؟ خذيه .. خذيــــــــــــــه
و لكن بربك .. لا تنقليــــــــــــــــــه.
أما شعر النهاية الحزينة ، فتعبر عنه هذه الأبيات المترعة بالأسي :
هوّنت خطْبَكِ جدا
وخِلتُه لن يهونا
حمدًا لكيدكِ حمدًا
حمدًا يُفيضُ العيونا ...
بدَّلتِ بالنارِ بردًا
وبالهيـامِ سكونًا
إني أَمنتُ الفتونا
وأنت ماذا أمنتِ ؟
قد هنتِ والله هنتِ
***
كمْ دارَ في الكونِ رأسى
حيرانَ يطوي بقاعَه
شكي يسائلُ حَدْسِى
أين اختفت منذ ساعة ؟
سفينتي اليوم تُرْسى
والركبُ يطوي شراعه
غيبي بغير شفاعة
ما أنت ويحك أنت
قد هنت والله هنت
⇧
فى سنة 1939 أحضرها والدُها للقاهرةِ للدراسةِ فى أحدِ المعاهد الفنية. الكاتب الكبير عباس العقاد (وكان صديقاً لوالدها) إستضافَها فى بيته (13 شارع السلطان سليم المتفرع من ميدان روكسي بضاحيةِ هليوبوليس/مِصْر الجديدة).
ومن اللقاءِ الاول ، هام بها العقادُ حباً و شغفاً.
كانت لم تبلغ العشرين من عمرِها وكان هو قد تجاوز الخمسين.
ومنذ دخلتَ "هنومة" بيتَ الكاتبِ الكبير ، أخذ العقادُ الشاعر لا يكتب إلاّ عن "هني" (Hunny) كما كان يناديها.
ورغم أنها لم تعترف بأنه كان حباً متبادلاً ، فقد رأي تلاميذُ العقاد وروادُ ندوتِه الثقافية كل يوم جمعة ولمدة ثلاثِ سنوات من 1939 الى 1942) ما أكدَ لهم قصة غرام أستاذهم الخمسيني ب هنومة التى تقيم معه والتى تصغره بثلاثين سنة.
وأنا أتفهم سببَ عدمِ رغبةِ هنومة خليل/مديحة يسري فى الحديثِ عن العقاد.
وهذا من حقها.
أما نحن ، فليس لنا إلاّ الشعر الذى كتبه عنها والذى تضمنه ديوانان للعقاد هما :
* أعاصير مغرب.
الذى صدر سنة 1942.
و
* بعد الأعاصير.
الذى صدر سنة 1950.
وكما قلت و كتبت مراراً ، فإن قصائدَ العقاد عن هنومة/مديحة هى أرقُ و أعذبُ شعر العقاد والذى كان قبلها لا يُناسب إلّا المتضلعين فى اللغةِ والشعرِ. وربما يكون السبب (أو من الأسباب) رغبة العقاد أن تفهم هنومة ما يكتبَه عنها. فقد كانت فتاةً متوسطة التعليم.
ومسيرةُ شعرُ العقاد عن هنومة مرت بثلاثِ مراحلٍ :
مرحلة الشغف الأولي.
و مرحلة العشق الطاغي.
و مرحلة الصدمة ونهاية العلاقة والتى واكبت دخول هنومة/مديحة عالم السينيما.
وزمن المراحل الثلاث هو السنوات من 1939 الى 1942.
وبما أن إهداء ديوان أعاصير مغرب هو (أكيد) آخر ما كُتِبَ من مادة الديوان ، فأُفضّلُ البدء به لأنه يصور حالَ علاقة العقاد ب هنومة وقتٍ كتابة الإهداء (فى 1942) :
إيه يا من أوحت الشعر وخانت شاعرَهْ
لك أهديه لوحيك
•••
إيه يا من ليس يوحيه ويمسي ذاكرَهْ
لك أهديه لرعيك
•••
هكذا أبرأ في الحالين من حمد خيانةْ
وأصون العهد ممن رام شعري بصيانةْ
وأداري حيرتي خافيةً أو ظاهرةْ.
ومن شعر شهور السعادة أي الشهور الأولى لحب العقاد لهنومة هذه الأبيات :
تريدين قلبي؟ خـــــــــــــذيه .. خذيه
رويـــــــــدك .. لا .. بل دعيه دعيه
دعيه .. إذا غـــــــــــــبت عني أرى
محيـــــاك فيه .. وحــــــــــــبي فيه
وسر ابوح به خـــــــــــــــــــــــلسة
وإن كنت من قبل .. لم تسمعـــــــيه
أخاف على البعــــــــــــــد أن تلعبي
به يا صبية أو تهمليــــــــــــــــــــه
فكم لعبة وقعـــــــــــــــــت من يديك
وقوعا .. أرى القلب لا يشتهـــــيه؟
إذا مالعــــــــــــــــــــــــبت به ها هنا
فإني لآمن ..أن تكـــــــــــــــــــسريه
تريدين قلبي؟ خذيه .. خذيــــــــــــــه
و لكن بربك .. لا تنقليــــــــــــــــــه.
أما شعر النهاية الحزينة ، فتعبر عنه هذه الأبيات المترعة بالأسي :
هوّنت خطْبَكِ جدا
وخِلتُه لن يهونا
حمدًا لكيدكِ حمدًا
حمدًا يُفيضُ العيونا ...
بدَّلتِ بالنارِ بردًا
وبالهيـامِ سكونًا
إني أَمنتُ الفتونا
وأنت ماذا أمنتِ ؟
قد هنتِ والله هنتِ
***
كمْ دارَ في الكونِ رأسى
حيرانَ يطوي بقاعَه
شكي يسائلُ حَدْسِى
أين اختفت منذ ساعة ؟
سفينتي اليوم تُرْسى
والركبُ يطوي شراعه
غيبي بغير شفاعة
ما أنت ويحك أنت
قد هنت والله هنت