محمد الغيطي يكتب :محمود ياسين ومحطات في حياتي ٢/٢
أنا حوااستكمالا لمًا حكيته في الحلقة الماضية عن محطات حياتيهما الراحل العظيم محمود ياسين وتوقفت عند ذهابنا لاسيوط لعرض مسرحية اهلا يابكوات وقال محمود لمحافظ اسيوط شيخ الغرب اللواء عبد الحليم موسى انه سيكون وزيرا للداخلية ومصحك الرجل وقال بتواضع انا مش عاوز حاجه اكتر من كده ونفسي اقضي بقية عمري في المسجد النبوي ،بعد ايام من عودتنا للقاهرة حدث تغيير وزاري واختير عبد الحليم موسى وزيرا للداخلية ودعاني لزيارته ودعا ايضا محمود ياسين وحسين فهمي واخرين وذهبنا واستقبل الوزير محمود ياسين بقوله اهلا ياموالنا انت اميد ولي من اولياء الله الصالحين وجلسنا ساعتين تقريبا كان الوزير يقوم للرد على التليفون ثم يعود وكان خفيف الظل ضحوكا ويحب اللمة ولذلك كان ضيفا داوموا على جلسة عمنا محمود السعدني في نادي الصحفيين على النيل والصور متاحة مع الصديق حمدي حمادة لمن يريد ان يرى كيف كان الصحفي حافظا لمكانته ومركزه يأتي له الوزراء في نقابته وناديه ،الله يرحم ذاك الزمان
شقتي في المنيل
بعد نزولنا من مكتب وزير الداخلية في لاظوغلي اخذني محمود بسيارته ليوصلني وكنت اسكن في شارع المنيل منطقة الغمراوي بشقة مفروشة مر عليها معظم نجوم مصر في الفن والثقافة والصحافة ويكفي ان اقول اسماء مثل ابو النجوم والشيخ امام ومحمد منير وحكيم وفاروق الشرعبي واحمد اسماعيل وكثيرون جدا ،سألني محمود هبه دي سقة العيلة قلت لا بل شقة مفروشة قال انوال لما تتحور هاتيك فين قلت لنا بقى ،نسيت ان اقول انني قلت له انني ربما اخطب قريبا واريدك ان تأتي معي ورحب جدا ولم ينس في كل مرة نلتقي ان يتعمد سؤالي عن الخطوبة وكنت اقول يمكن اجل موضوع الجواز وكان يقول لي ماتشيلش هم انا معاك في اي حاجة ورغم انني قلتها مرة واحدة لكنه كان يصر على السؤال حتى قلت له ربما اعيد التفكير في مشروع الجواز لان طلبات اهل العروسة مبالغ فيها وانا مش هاقدر فقال لي حدد ميعاد وانا هاجي معاك
شعرت بخجل ثم تعمدت ان انسى الامر الى ان حدثني شقيق العروسة وقال لي. الوالد منتظرك في الخميس الجاي وذهبت ولم ابلغ عم محمود ولكن حدث شيئا غريبا ،،كنت قد تركت تليفون منزل العروسة للاستاذ محمد جلال رئيس تحرير مجلة الاذاعة والتليفزيون انذاك وكنت التحقت بالعمل بها للاتصال بي في حالة الضرورة ومحمود وجلال كانا صديقين مقربين جدا وقد قام محمود ببطولة اكثر من مسلسل من قصص جلال منهم الكهف والوهم والحب واخو البنات وغيرها ،فوجئت ان محمود يطلبني في منزل صهري ويرد عليه فيقول له انا محمود ياسين وعاوز محمد الغيطي فيقول نسيبي له انت محمود ياسين بتاع الرصاصة لاتزال في جيبي فيقول له ايوه ويظل صهري صامتا عدة دقائق وصهري يهز رأسه ثم يضحك ويقول احنا بعد مكالمتك دي نلفها ونديهاله واعطاني السماعة فاذا به يقول لي انت رحت لوحدك فقلت معي خالي والخال والد فيقول لي طيب لما اشوفك ياحمودة وكان دوما يناديني ب حمودة وكانت من فمه كالسكر ،المهم ان صهري بعد مكالمة محمود ياسين قال لي ياللا نقرا الفاتحة واللي انت عاوزة بعد كلام محمود ياسين هايتنفذ على رقبة اي حد وقد كان وتزوجت بسبب شهادة محمود ياسين في حقي
لقاء غير مرتب
كنت محظوظا لانني عرفت محمود ياسين عن قرب وعرفت عمالقة في المشهد الصحفي والفني والثقافي في بيوتهم ومجالسهم ،اذكر وكنت في بداية حياتي المهنية جمعتني جلسات عديدة بالعمالقة سمير سرحان ونهاد صليحة ومحمد عناني وانضم لنا نبيلة عبيد ومحمود ياسين وفهمي الهولي وسامي خشبة وسمير صبري وكان محمود كالعادة عف اللسان لايذكر انسانا بنميمه ولاينطق الا حلو الكلام وذات ليلة دخلت عليهم وقد كنت اكتب عمود اسبوعي بالمحلة واصغر صحفي يكتب عمود ثابت وكان يشجعني محمود ونلتقي كل عدة ايام واذكر انا هذا الحشد اذا بمحمود ياسين يقول امام الجميع الولد ده قلمه من ذهب فقال سمير سرحان انا متابعه وقال انا مابطلبش من صحفي يعمل معايا حوار انا عاوزك تعمل معايا حوار منتظرك يوم الجمعة وذهبت لفيلا سمير سرحان ونهاد جاد بمصر الجديدة وجلست مع سمير سرحان ثلاث ساعات وذهبت بالحوار اليوم التالي لمحمد جلال بمجلة الاذاعة والتليفزيون وبعد ان قراه كتب ممتاز ينشر فورا وكان العنوان حوار غير عابر مع حارس بوابة الثقافة المصرية وماان نزل الخوار حتى وجدت سمير يطلب من حلال ان اذهب اليه وصارت صداقة حتى مرضه الامير الله يرحمه ،امامحمود فقال لي انا قرات الحوار من اول كلمة لاخر كلمة وطلب ان نصدر نشرة ثقافية وفنية من جمعية فناني وكتاب الجيزة وننشر فيها الحوارات الثقافية والفكرية ونعقد دورات لخريجي المعهد الفنية ونثقف الفنانين باستضافة كبار النقاد والمفكرين في مصر وكانت الجمعية طوال سنوات رئاسة محمود تدعم الطلاب بدالفقراء وتدعم الاوائل بكل الطرق وللاسف اختفى هذا النشاط بتركة رئاسة الجمعية بعد مرضه
اخر تسجيل صوتي للشهداء
لو تحدثت عن وقوف محمود ياسين ودعمه للحيل الحديد سأحتاج لمجلدات ويكفي انه مان كان يطلب في مشهد بفيلم قصير او مشروع تخرج كان يوافق فورا بلا مقابل بل واحيانا يجعل استديو رباعيات للصوت الذي أنشأه بالهرم في شارع لعوبه على احدث طراز كان يعطي للشباب الاستوديو محنانولتسجيلزاعمالهم الفنية وقد شاهدت هذا كثيرا ،بل حدث معي شخصيا عندما كتبت مسرحية ورد الجناين عن شهداء ثورة يناير وطلبت منه ان يسجل بصوته الرخيم المؤثر التعلق الصوتي وافق على الفور ورغم حالته الصحية ذهبنا. للاستديو الذي يسجل فيه الملحن والموزع بشارع فيصل في حارة من حارة وكنت معه في السيارة اعتذر عن المكان واذا به يضحك ويهون علي ويقول ياحمودة دول شباب وتلاقي مسرح الدولة مديله ملاليم ودافع من حيبة ثم يضحك صحتك المميزة المحبوبة لقلبي واذني وظل من الثامنه مساء لمنتصف الليل يطيع الموزع ومهندس الصوت كانه مبتدئ وليس العملاق محمود ياسين وعندما عرضت المسرحية بمسرح السلام لم يستطع المجئ وسجل كلمة بهى فيها صناع العمل الذي يوثق لاهم حدث في مصر في الالفية الجديدة ، مهما تحدثت عن محمود هذا الرمز الكبير والايقونة الفرية سأشعر بالتقصير ،يكفي ان اقول انه كان فنانا انسانا تسامى بالفن حتى وصل لذكرى الانسانين وانسانا فنانا غلبت انسانيتة على قواعد الحرفة فعاش استثناء ومات جسدا لكن الان يخلد بذكراه العطره ،،رحمك الله ياأجمل وارق وارقى واحن من عرفت في كل مشواري ،،