عادل زايد يكتب :الحياة الزوجية بين الرحمة والعنف
أنا حوايحرص الاسلام على اشاعة مناخ الحب والمودة والتفاهم بين الزوجين بحيث تكون العلاقة الحميمية تتويجا لتلك المشاعر فيتميز بها الانسان عن الحيوان فهى وان كانت غريزة يشترك فيها كل من الانسان والحيوان الا انها فى اطار الشريعة تسمو عن الناحية البهيمية بما فيها من عواطف غالية ودوافع سامية تمزج بين الزوجين وتجعلهما جسدا واحد وروح واحدة فى توحد عجيب بأمر اللة رب العالمين لتحقيق اهداف عالية ومجتمعات امنة
قال تعالى
ومن اياتة ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان فى ذلك لايات لقوم يتفكرون سورة الروم الاية (21 )
لذلك يخطىء كل الخطأ من يظن ان العلاقة العاطفية او الحميمية بين الزوجين هى وليدة اللحظة التى يعيشها الانسان تلبية لاحتياجات جسدة والحاح غريزتة بل الاسلام يمهد لها تمهيدا لا يخطر على بال الكثيرين
قال تعالى
نساءكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم وقدموا لانفسكم سورة البقرة الاية(223 )
وهذا التمهيد تقع مسئوليتة على كل من الرجل والمرأة على قدم المساواة فالزواج شركة معنوية تحتاج فى نجاحها الى ترابط المشاعر القلبية قبل الجسدية بين الزوجين مما يجعل اللقاء تتويجا لعاطفة مسبقة تشعر معة المرأة بالسعادة الحقيقية وليس مهمة روتينية تقوم بها من قبيل اداء الواجب مما يؤدى مع تكرار المهمة بدون مشاعر الى تفكيك الروابط بين الزوجين وليس تعميقها لان المرأة تحس بامتهان انوثتها وهذا مما ترفضة الشريعة التى تحترم انوثة المرأة وتوفيها حقها وتقع على الرجل مهام جليلة فى توفير مناخ الحب فى بيتة وتدعيم الروابط القلبية التى تؤدى الى نجاح العلاقة الزوجية وتنبع تلك المهام من امتلاكة القوامة التى فرضها اللة علية اذا كان يتمتع بمقوماتها فالقوامة ليست استبدادا وتسلطا ولكنها مسئولية تعنى القدرة على اشاعة معانى الرحمة والسلام وتعنى القدرة على مواجهة اعباء الحياة وتعنى الرجولة فى مواقف الشدة التى تتطلب عزم الرجل والتضحية بكل غالى فى سبيل من يعولهم اى هى تعنى باختصار انكار الذات والقدرة على التضحيات
ونورد فيما يلى بعض من الاحاديث الشريفة التى لا يسعنا ذكرها كلها تبين كيف تدفع الشريعة الرجل دفعا لتحقيق الرعاية والحنان المطلوبين للمرأة فهى مخلوق عاطفى يحتاج الى الشفقة والحب حتى تتفجر فيها ينابيع العطاء المتدفق وتعيش مع زوجها انبل المشاعر وارقها فتفيض على اسرتها وعلى مجتمعها اسمى المعانى التى تشتاق اليها البشرية كلها قال صلى اللة علية وسلم
اللهم انى احرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة رواة النسائى وابن ماجة باسناد جيد كما قال الامام النووى فى رياض الصالحين والمرأة احق بالرحمة من غيرها لضعف بنيتها واحتياجها فى كثير من الاحيان الى من يقوم بشأنها
ولذلك شبة الرسول الكريم النساء بالزجاج فى الرقة واللطافة وضعف البنية فقال لانجشة ويحدك يا انجشة رويدك بالقوارير متفق علية
وقد فهم ذلك علماء المسلمين وطبقوة اسمى تطبيق حتى كان من عباراتة التى كونت منهج تفكيرهم الفقهى
الانوثة عجزو دائم تستوجب الرعاية ابدا
وجعل الرسول الكريم
معيار الخيرية فى الازواج قائما على حسن معاملة الزوجة فقال خيركم خيركم لاهلة وانا خيركم لاهلى رواة الترمذى عن عائشة رضى اللة عنها وحض الشرع على الرفق فى معالجة الاخطاء ودعا الرسول الكريم الى الرفق فى الامر كلة فقال
وان الرفق لا يكون فى شىء الا زانة ولا ينزع من شىء الا شانة رواة مسلم من حديث ام المؤمنين عائشة رضى اللة عنها ولم يضرب الرسول الكريم احدا من زوجاتة ابدا فعن ام المؤمنين عائشة رضى اللة عنها قالت ما ضرب رسول اللة شيئا قط بيدة ولا إمرأة ولا خادما الا ان يجاهد فى سبيل اللة وما نيل منة شىء قط فينتقم من صاحبة الا ان ينتهك شىء من محارم اللة فينتقم اخرجة مسلم والرسول الكريم هو الاسوة الحسنة الذى يجب على الازواج ان يقتدوا بسيرتة الكريمة العطرة فى معاملة الزوجة كما قال تعالى
لقد كان لكم فى رسول اللة اسوة حسنة لمن كان يرجو اللة واليوم الاخر وذكر اللة كثيرا سورة الاحزاب الاية (21 )